زوجتى تقول إننى الورطة الوحيدة فى حياتها
نعم أنا الخطأ الوحيد في حياة زوجتي، فهي الأولى على دفعتها في كل مراحل التعليم، وهي أيضا مذيعة متميزة، معاركها في الحياة لا تعد ولا تحصى، فهي لا تقبل الخطأ، وتؤكد دائما أنني "الورطة الوحيدة في حياتها" التي لا تستطيع تداركها.. بسهولة على الأقل!...
أنا الخطأ الوحيد... نعم.. لأني- كما تقول- طيب... وهي تستغل "الطيبة" في الطغيان إلى أقصى حد، وأيضا "رئيسي" في العمل يستغل "الطيبة" إلى أقصى حد وبينهما أتسلح فقط بالصبر.. أتأخر في العمل، فتثور زوجتي، وتذكرني بأنها تنتظرني، وأن أسرتها دائما كانت تجتمع على الطعام... فلماذا لا أعود للغداء أو العشاء مع الأسرة، وأذكرها بأنه "عمل" فتسألني عن المقابل.. وتبدأ في "حسبة برمة" حول المرتب الذي لا يكفي "اللبن الصناعي" للطفلة فأنصحها بالصبر.. فتصرخ طالبة مزيدا من الصبر على الظروف وعلي!! شخصيا.. أشعر بالخوف من الخطأ؛ لذلك لا أحاول أن أفعل شيئا في الاتجاه الإيجابي، فلا أخطئ فعلا.. ولا أفعل الصواب، هذه هي حياتي، رعب يطارد رعبا، ففي العمل رئيستي تثور على الخطأ، وفي المنزل زوجتي، أقصد رئيستي أيضا تثور على السلبية ونقص الفلوس، و... و...
وبينهما أقف في انتظار "جودو" الذي لا يأتي، أنظر إلى نفسي كثيرا لأتساءل من أنا؟ فلا يجيبني سوى صوت "النادل" في المقهى فهو الوحيد تقريبا الذي أتعامل معه وأنا أشعر بالأمان، بعيدا عن هؤلاء الدين يتصيدون الأخطاء، وإن شعرت بالحرج في مرات كثيرة لأني لا أحمل مالا لتسديد حساب "الشيشة"!
الماضي
أشعر أني "ماء" تشربه زوجتي ورئيستي، وتسكبه كل منهما على "الخضار" و"الفاكهة" لغسلها، وأحيان أشعر أني نهر لا يقترب من المناطق المرتفعة، ولا يقاوم ارتفاعها فقط حين يجد "منخفضا" يسعى إليه.. والسفر على الخارج منخفض يبدو جميلا، فالصحافة في الخارج لها مقابل تستحقه، بينما في مصر مرتبات الصحفيين سياسة... ورفعها مغامرة قد تجعلهم يفكرون وهذا غير مطلوب، والذين يملكون القرار لا يعلمون أني لن أفكر، فقط سأستريح من "النكد" الزوجي المزمن بسبب الإفلاس المزمن!
"زمان".. لم أكن أتوقع أن تكون رئيستي "امرأة" في العمل أو المنزل، كنا مجموعة صحفيين شبان ننطلق في الحياة مثل الطير، نقضي نصف الوقت في الجريدة، والنصف الآخر بين النوم والمقهى، نكتب بأقصى قدر من الحرية والسعادة معا، ولكن خطأنا أننا حاولنا أن نستقر، فكان أن صنعنا بيوتا، هل كان من الضروري أن نقوم بأبحاث اجتماعية ونفسية واقتصادية لنعرف ما إذا كنا مؤهلين للزواج أم لا! هل أخطأت حين حاولت أن أستقر في مؤسسة كبيرة، ومنزل متواضع.. ألم يكن حقي؟
زوجتي .. أحبها، وأشفق عليها من الزواج من شخص مثلي هو خطؤها الوحيد، ولكن.. لماذا لا تعذرني هي.. وتعرف أنني تعرضت لخدعة كبرى في حياتي سواء على مستوى الصحافة التي كنت أتصورها جميلة كما تظهر على البعد.. أو على مستوى الوطن الذي كنت أزداد عشقا له مع كل تحية علم...
زوجتي الحبيبة أحبك وأشفق عليك مني.. وأتمنى لو تخلصت مني في أقرب نشرة أخبار!